خطوة نحو التغيير

نشر بتاريخ: 18 تشرين الثاني 2008    

 

بقلم محمد ابو عواد


أصبح واضحا ً أثر غياب التهيئة و التعبئة  الفكرية الصحيحة على معظم  الشباب الفلسطيني ، مما جعلهم مشتتي الأفكار لا يكادون يتلمسون خطاهم السليمة نحو الغد ، فقد بات  مستقبلهم غير واضح ومبهم. وإذا أردنا البحث عن المتسبب في ذلك ، وأي الجهات التي تتحمل المسئولية ، فقد يستغرق منا ذلك الكثير من الوقت ربما لتعدد الجهات المشاركة فيما آل إليه هذا الحال . لكن الخطوة الأهم  في نظري هي كيف نستطيع بناء هيكل قوي للشباب الفلسطيني ذكورا ً وإناثا ً، وأن نعيد ترتيب أولوياته  من جديد .

الكثير من الشباب الفلسطيني اليوم يدركون واقعهم جيداً وهم قادرون على تحديد احتياجاتهم بشكل دقيق و واضح ، على عكس ما قد يعتقد البعض ، وهم  قادرون على التخطيط الجيد والسليم وتحديد الأولويات والتعامل مع المستجدات ولديهم  الكثير من المبادرات الخلاقة والناجحة للخروج من الحالة التي يعيشها ويمر فيها شبابنا الفلسطيني ، لكن ربما ينقصهم شيئاً من الدعم سواء المادي أو المعنوي لكي يترجموا هذه الأفكار و المبادرات واقعاً عملياً.

وهنا لا ينبغي أن نغفل  التقسيمات السياسة التي شهدها الوطن في الفترة الأخيرة والخلافات الفصائلية والحزبية التي بكل تأكيد قد أثرت على الشباب سواء في طريقة تفكيرهم أو في حتى في تصرفاتهم ، لدرجة يمكن القول معها أن هناك نسبة ليست باليسيرة من هؤلاء الشباب قد لا تعي أبعاد وتبعات  ما تفعل أو تقول ، وأن جل همها أن تجسد انتمائها الفئوي ، ولا يعنيها في هذا السبيل  معرفة ما هو الصحيح  وما هو الأصح لمصلحة الشباب الفلسطيني .

وفي اعتقادي أننا إذا بقينا نحمل الاحتلال وجهات أخرى المسؤولية ولا نسعى لإعادة بناء وتطوير وإنماء شبابنا فسيبقى الوضع على ما هو عليه إن  لم يكن مرشحاً إلى ما هو أسوأ مما هو عليه اليوم. وعلى شبابنا ومتخذي القرار في الوطن أن يعوا أننا  أصبحنا في هذه الفترة نعاني من حده في التعامل ولا أريد أن أقول  تحيُّز فئوي حاد  بين الشباب الفلسطيني بات يخشى معه على اللحمة الشبابية التي يعول عليها في البلاد