ورشة عمل حول التربية الحزبية واثرهاعلى الحوار الوطني
ورشة عمل حول التربية الحزبية واثرهاعلى الحوار الوطني

نشر بتاريخ: 03 تشرين الأول 2010

 

رام الله – وطن للأنباء / بعد مرور ثلاث سنوات على بدء انطلاق مشروع الحوار المجتمعي من اجل مجابهة التحديات التي تواجه المجتمع الفلسطيني، نظمت مؤسسة تعاون لحل الصراع ، بالتعاون مع تلفزيون وطن، وبدعم من مركزاُولف بالمة الدولي السويدي حلقة حوارية ضمت عددا من قادة الفصائل والاحزاب وقيادات من المجتمع الاهلي في مدينة رام الله ، تركزت حول التربية الحزبية وعملية تحشيد العناصر للحزب الواحد على حساب الانتماء الوطني والتى ادت بدورها الى الانقسام الداخلي واسالة الدم الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة ، بدلآ عن ترسيخ الديمقراطية وتعميم ثقافة الحوار والتسامح بين ابناء الشعب الواحد .

وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية قيس عبد الكريم ابو ليلى" شهدنا خلال السنوات الماضية فعلأ اسود، وعملية اقتتال تقوم على الانتقام المتبادل والفعل ورد الفعل " وقال " هناك اشكال مختلفة من التعذيب والقتل ، وهناك عمليات اسالة للدم بشكل غير مباشر من خلال الاعتقال وغير ذلك من وسائل التعذيب التي لا زالت تشكل ادوات لخوض هذا الصراع ، والتربية التي تقوم على نفي الاخر قد مكنت من استمرار هذا الصراع ، ونحن في وضع نقترب فيه من انشاء انظمة بوليسية في الضفة الغربية وقطاع غزة ، حيث يجري الاعتداء على الحريات العامة بحجة الانقسام الداخلي ".

وتحدث بسام الصالحي امين عام حزب الشعب الفلسطيني قائلا" المشكلة تكمن في التربية الفئوية العالية في الأحزاب السياسية الفلسطينية ، والتربية التي تبنى على التقليل من شأن الآخر، بالاضافة الى التكفير والتخوين الذي يتجاوز حقوق الانسان ، وهذا مختصر في التيارات الدينية ، والتخوين يأتي بوسائل اخرى كأن يتم بمستويات وتوجيه اتهام التنظيمات لبعضها بعدم الاستقلال وانها تتبع لجهات خارجية " وتابع الصالحي قائلا " الشلل في المجلس التشريعي يعني غياب الرقابة ، ونحن امام نمو للأجهزة التنفيذية في الضفة وغزة على حساب الديمقراطية " ونوه الصالحي الى الانتخابات داخل الاحزاب واضاف " اي حزب لا يجري انتخابات كل اربع سنوات يعتبر معتدي على الديمقراطية " .

فيما تحدث بكر ابو بكر عضو المجلس الثوري لحركة فتح عن المستويات المختلفة في إتخاذ القرار داخل حركة فتح ، ومشاركة القاعدة التنظيمية التي وصفها بالمستثنية خلال السنوات الماضية حتى إجراءالانتخابات الداخلية الاخيرة في الحركة ، واضاف "ان ادوات الضغط الحقيقية على القيادة تاتي من القاعدة التنظيمية رافضا منطق قمع الحريات وتراجع الديمقراطية في المجتمع الفلسطيني واضاف ابو بكر " منطق الانا الذي يسود الفصائل يجب ان ينتهي ".

وتحدث الشيخ جمال الطويل رئيس بلدية البيرة عن الصحوة الاسلامية العالمية المنسجمة مع النظرة الشعبية للعالم الحر ، ووصف تجربة الاسرى في سجون الاحتلال بالديمقراطية في اتخاذ القرارات والتي تعود اليها قيادات الفصائل خارج السجون ، مطالبا باستنساخ التجربة وقال الطويل " الساحة الفلسطينية شهدت انقسامات عديدة في السابق مما سبب التشرذم للقضية المركزية " واصفا خروج بعض القيادات اوالعناصر من الحزب نتيجة اختلاف في وجهات النظر بالصحي اذا لم يأخذ معه قواعد حزبية لانه ينم عن تعددية في وجهات النظر في الحزب الواحد " .

من جانبها اكدت خالدة جرار عضو المجلس التشريعي عن الجبهة الشعبية وجود مشكلة في ظل غياب تربية حزبية تحترم الرأي الاخر " واضافت جرار " هناك حالة من العنف في جميع الفصائل وخاصة الشمولية منها ،وان تراجع اهتمام المواطن الفلسطيني بالاحزاب الفلسطينية ، نتج عنه ضعف وتراجع في الحريات العامة ، رغم ان الاحزاب ليست فاشلة وهي مطلب للتغيير ، وبعض الاحزاب تستطيع ان تحشد للحزب اكثر من المناسبة الوطنية وهنا يكمن خطر تفضيل القضايا الحزبية عن القضايا الوطنية في كل الفصائل"

واشار الدكتور عمر رحال من مركز شمس لحقوق الانسان الى وجود مشكلة فئوية تعمل على التقليل من الاخر واعلاء شأن الحزب على حساب التنظيمات الاخرى والقضايا الوطنية .

وحول الانتفاع من الحزب قال رياض العطاري عضو اتحاد الشباب الفلسطيني " المنفعة الشخصية اصبحت اهم من مصلحة الحزب ، ويوجد تغليب للمصلحة الحزبية للعناصر المنتفعة على حساب القضايا الوطنية " واضاف العطاري " الاقساط الجامعية وكرت الجوال اصبحت اداة استقطاب يستعملها البعض لجلب عناصر جديدة بعد ان كانت المبادئ والوطنية والتضحية هى المقياس الاول.

واتهم القيادي في المبادرة الوطنية صلاح الخواجا الاحزاب الفلسطينية برفع شعارات غير واقعية ، مشيرا الى استعمال شعارات كبيرة في الحملات الانتخابية يتم نسيانها بمجرد وصول الشخص اوالحزب الى البرلمان ، وطالب الخواجا ان يصبح الحزب ممثلا حقيقيا للناس وان يكون رافعة لهم للدفاع عن قضاياهم لا ان يستغلهم فقط عندما يحتاجهم في الانتخابات او غيرها .

وتحدث حازم القواسمي من الشخصيات المستقلة عن الفهم الخاطئ للديمقراطية وعن حالة القهر التي تجري في المجتمع الفلسطيني قائلا " الاب يقهر ابنه ورئيس الحزب يقهر العنصر لدرجة ان بعض الفصائل تقوم بإعتقال عناصرها اذا اظهروا تعاطف مع الحزب المنافس " .

وعن مدرسة الحزب اشار حلمي الغول من الجبهة الديمقراطية ان ضعف الاحزاب سبب تراجعا في المدرسة الحزبية .

وتابع عبد المنعم وهدان من التعبئة والتنظيم في حركة فتح متهما بعض الاحزاب التي وصفها بالشمولية بنقل القبلية السياسية الى الحزب ، وتحويل الفصائل الى قبائل لا تحتكم الى منطق ولا عقل وقال وهدان " البعض يشعر انه فوق الحزب وفوق الوطن في الوقت الذي يجب ان يكون الوطن فوق الجميع ".

واوصى الحضور الذي مثل معظم الفصائل الفلسطينية بضرورة تغيير التربية الحزبية في المجتمع الفلسطيني ، كما ابدى المتحاورون التوافق على ضرورة انهاء الانقسام الداخلي من اجل النهوض بالديمقراطية الفلسطينية التي كانت اهم ضحايا التربية الحزبية الخاطئة في الاحزاب الفلسطينية .